للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على يده، وبدعائه، فاطلبوا لي كل من يجتاز من الفقراء، أو من الصوفية، فلعل الله أن يفرّج عني على يد ذلك العبد، وبدعائه، كما وعدني رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فتعلقت النفوس إلى ورود العبد الصالح، وتطلّعته القلوب.

ومضى الأجل الذي كان بينه وبين الحلّاج، فقدم البلد، فلبس الثياب الصوف الرقاق، وتفرّد في الجامع بالدعاء والصلاة.

وتنبهوا على خبره، فقالوا للأعمى.

فقال: احملوني إليه، فلما حصل عنده، وعلم أنّه الحلّاج، قال له: يا عبد الله، إنّي رأيت في المنام، كيت وكيت، فتدعو الله لي.

فقال: ومن أنا؟ وما محلي؟

فما زال به، حتى دعى له، ثم مسح يده عليه، فقام المتزامن صحيحا مبصرا.

فانقلب البلد، وكثر الناس على الحلّاج، فتركهم، وخرج من البلد.

وأقام المتعامي المتزامن فيه شهورا، ثم قال لهم: إنّ من حق نعمة الله عندي، وردّه جوارحي عليّ، أن أنفرد بالعبادة انفرادا أكثر من هذا، وأن يكون مقامي في الثغر «١» ، وقد عملت على الخروج إلى طرسوس «٢» ، من كانت له حاجة تحمّلتها، وإلّا فأنا استودعكم الله.

قال: فأخرج هذا ألف درهم، وقال: اغز بها عني، وأعطاه هذا