للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[١٧٠ دفع درهمين فأفاد أربعة آلاف دينار]

أخبرنا القاضيان أبو الحسين أحمد بن علي التوزي، وأبو القاسم عليّ ابن المحسّن التنوخي، قالا: حدثنا أبو عمر محمد بن العباس الخزاز، حدثنا محمد بن خلف المحولي، قال: أخبرني أبو الفضل الكاتب، عن أبي محمد العامري، قال: قال إسماعيل بن جامع «١» :

كان أبي يعظني في الغناء، ويضيّق عليّ، فهربت إلى أخوالي باليمن، فأنزلني خالي غرفة له، مشرفة على نهر في بستان، فإني لمشرف منها، إذ طلعت سوداء معها قربة، فنزلت إلى المشرعة، فجلست، فوضعت قربتها، وغنّت:

إلى الله أشكو بخلها وسماحتي ... لها عسل منّي وتبذل علقما

فردّي مصاب القلب أنت قتلته ... ولا تتركيه هائم القلب مغرما

وذرفت عيناها، فاستفزني ما لا قوام لي به، ورجوت أن تردّه، فلم تفعل، وملأت القربة، ونهضت.

فنزلت أعدو وراءها، وقلت: يا جارية بأبي أنت وأمي، ردّي الصوت.

قالت: ما أشغلني عنك.

قلت: بماذا؟

قالت: عليّ خراج، كل يوم درهمان.