للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: فغاب الرجل، وجاءه بعد ثلاثة أيام، فزعم أنّه لم يزل يتطلّب في الدباغين وأصحاب الجرب، إلى أن عرف صانعه، وسأل عنه، فذكر أنّه باعه على عطار بسوق يحيى «١» ، وأنّه مضى إلى العطار، وعرضه عليه، فقال: ويحك، كيف وقع هذا الجراب في يدك؟

فقلت: أو تعرفه؟

قال: نعم، اشترى منّي فلان الهاشمي منذ ثلاثة أيام عشرة جرب، لا أدري لأي شيء أرادها، وهذا منها.

فقلت له: ومن فلان الهاشمي؟ فقال: رجل من ولد علي بن ريطة، من ولد المهدي «٢» ، يقال له: فلان، عظيم، إلّا أنّه شرّ الناس، وأظلمهم، وأفسدهم لحرم المسلمين، وأشدّهم تشوّقا إلى مكايدهم، وليس في الدنيا من ينهي خبره إلى المعتضد، خوفا من شرّه، ولفرط تمكّنه من الدولة والمال.

ولم يزل يحدّثني- وأنا أسمع- أحاديث له قبيحة، إلى أن قال:

فحسبك أنّه كان يعشق منذ سنين، فلانة المغنية، جارية فلانة المغنية، وكانت