للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٥٨ ابن الخياطة يسرق وهو في الحبس]

أنبأنا محمد بن أبي طاهر «١» ، قال: أنبأنا أبو القاسم التنوخي، عن أبيه، قال: حدّثني أبو الحسين عبد الله بن محمد البصري، قال: حدّثنى أبي، قال:

كان بالبصرة رجل من اللصوص، يلصّ بالليل، فاره جدا، مقدام، يقال له: عباس بن الخياطة، قد غلب الأمراء، وأشجى أهل البلد.

فلم يزالوا يحتالون عليه، إلى أن وقع، وكبّل بمائة رطل حديد، وحبس.

فلما كان بعد سنة من حبسه وأكثر، دخل قوم بالأبلّة على رجل تاجر كان عنده جوهر بعشرات ألوف دنانير، وكان متيقظا، جلدا.

فجاء إلى البصرة يتظلّم، وأعانه خلق من التجار، وقال للأمير: أنت دسست على جوهري، وما خصمي سواك.

فورد عليه أمر عظيم، وخلا بالبوابين، وتوعّدهم، فاستنظروه، فأنظرهم، وطلبوا، واجتهدوا، فما عرفوا فاعل ذلك، فعنفهم الرجل، فاستجابوا مدة أخرى.

فجاء أحد البوابين إلى الحبس، فتخادم لابن الخياطة، ولزمه نحو شهر، وتذلّل له في الحبس.

فقال له: قد وجب حقك عليّ فما حاجتك؟

قال: جوهر فلان، المأخوذ بالأبلّة، لا بد أن يكون عندك منه خبر،