للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سككها، وحماماتها، وشوارعها، وما تحتاج إليه في كل يوم من الأقوات والأموال، وما تحتوي عليه من الناس، وعدة كتب أدبية وفلسفية، قرأت أكثرها عليه.

وكان هو وأخوه ينشدان الشعر الجيد لأنفسهما، وسهلون بن مهمندار كان لزم بعض الرؤساء، وعمل له رسائل وقصائد.

ثم ذكر التنوخي، من شعر سهلون، ما يقتضي علمه بالنجوم، فقال:

أنشد من شعره:

تعفّفت عن أخذ الدراهم والبرّ ... ليمسك من سرّي فبالغت بالستر

ولم يرّ ميلي للّجين وللتبر ... ولكن لإكرامي وأن يعرفوا قدري

ولست أسوم الناس صعبا من الأمر ... ولا عابني حال من العسر واليسر

ولا أنا ممّن يمدح الناس بالشعر ... ولا أنا من يهجو بشعر ولا نثر

ولكنّني رب العلوم وذو الأمر ... بنظم تغلّيه الجواري على الدرّ

ولي دربة طالت على كل عالم ... إذا أعوز الإنسان علم بما يدري

من الطبّ والتنجيم من بعد منطق ... ولا علم إلّا ما أحاط به صدري

وها أنا سيف الله علما بدينه ... أذبّ عن التوحيد في أمم الكفر «١»

ثم ذكر تمام الأبيات، والمراد منها ما ذكره عن نفسه في عالم النجوم.

فرج المهموم في تاريخ علماء النجوم ١٧٦