للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستعمال يدها في ذلك، فلما غطّت فرجها، قال لها الرجل: قد برئت، فلا تحركي يديك.

فأخذه الخادم، وجاء به إلى الرشيد، وأخبره الخبر.

فقال له الرشيد: كيف نعمل بمن شاهد فرج حرمتنا؟.

فجذب الطبيب بيده لحية الرجل، فإذا هي ملتصقة، فانفصلت، فإذا الشخص جارية، وقال: يا أمير المؤمنين، ما كنت لأبدي حرمتك للرجال، ولكن خشيت أن أكشف لك الخبر، فيتّصل بالجارية، فتبطل الحيلة، لأنّي أردت أن أدخل إلى قلبها فزعا شديدا، يحمي طبعها، ويقودها إلى الحمل على يديها، وتحريكها، وإعانة الحرارة الغريزية على ذلك، فلم يقع غير هذا، فأخبرتك به، فأجزل الخليفة جائزته، وصرفه «١» .

قال أبو القاسم: ولهذا استعملت الأطباء، في علاج اللقوة الضعيفة، الصفعة الشديدة، على غفلة، من ضد الجانب الملقوّ، ليدخل قلب المصفوع ما يحميه، فيحوّل وجهه ضرورة بالطبع إلى حيث صفع، فترجع لقوته «٢» الأذكياء لابن الجوزي ١٧٥