للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والإحفاء بي، والرفع من مجلسي، والزيادة في بسطي، وأجتهد في تقبيل يده، فيمنعنيها، ولا يمكّنني منها.

فاتّفق أن دخلت يوما على رسمي، فوجدته متأهّبا، تأهّبا لم أعرف سببه، ولا جرت له به عادة، ولم أر منه، ما عوّدنيه، من الإكرام، والرفع من مجلسي، والإقبال عليّ، والبسط لي، وجلست دون موضعي، فما أنكر ذلك مني، ورمت تقبيل يده، فمدها إليّ، وشاهدت، من أمره، وفعله، ما اشتدّ وجومي له، واختلفت منّي الظنون فيه، وقلت له عند رؤيتي ما رأيته، وإنكاري ما أنكرته: أيؤذن لي بالكلام؟

قال: قل.

قلت: أرى اليوم من الانقباض عنّي، ما قد أوحشني، وخفت أن يكون لزلّة كانت منّي، فإن يكن ذلك، فمن حكم التفضّل إشعاري به، لأطلب بالعذر مخرجا منه، وأستعين بالأخلاق الشريفة في العفو عنه.

فأجابني بوقار: اسمع أخبرك، رأيت البارحة في منامي، كأنّ نهركم هذا، وأومأ إلى نهر الصليق «١» ، قد اتّسع، حتى صار في عرض