للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأمرهم أن يعرضوا الأعمال بأنفسهم، وجعل التاريخ في الكتب، باسم وصيف التركي «١» ، وانتصب منصب الوزارة، وإن كان لم يسمّ بها.

فأسمي له جماعة، فاختار عبيد الله من بينهم.

فحضر أول يوم، فصلّى في الدار ركعات، وجلس وعليه قباء وسيف ومنطقة وشاشية، على رسم الكتاب.

قال أبو الحسين: لأنه لم يكن أحد يصل إلى الخليفة، إلّا بقباء وسيف ومنطقة من الناس كلهم، إلّا القضاة، لا في موكب، ولا غيره، فإذا كان يوم موكب، كانت الأقبية كلها سوادا، وإذا كان غير يوم موكب، فربما كانت من بياض، وفي الأكثر سوادا.

فلما صلّى عبيد الله، وجلس، لم يجتز به أحد من الحاشية، كبير ولا صغير، الّا قام إليه قائما، وسلّم عليه، حتى قام إلى رئيس الفرّاشين.

فرآه بعض الحاشية، فقال: من هذا الشقيّ الذي قد قام لسائر الناس، حتى قام إلى الكلاب؟

فقيل له: فلان.

ثم أذن له المتوكل، لما خلا، فدخل إليه، وكان على رأسه قلنسوة سوداء شاشية، وكان طويل العنق، فظهرت عنقه.