للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تلك الوجوه- فكان الباقي قبلهما- بعد الذي حمل إلى حضرة أمير المؤمنين أطال الله بقاءه، وصرف في مهمّات أمر بها هو، والسادة «١» أيّدهم الله- من الورق «٢» ، ألف ألف، وأربعمائة وسبعين ألف درهم، وخمسمائة وستة وأربعين درهما، وأمر بقبض ذلك منهما، وإيراده بيت مال الخاصة «٣» .

فقبض مؤنس منهما تلك البقيّة، ومضى الأصل [١٢] كله، لا يعرف في أي شيء صرف، وكان مبلغه، فيما ظنّه الكتاب، وكانوا يتعاودونه، نحو ألف ألف دينار، فإنّ ابن الفرات فاز بجميعها، ولم تقم بها حجة عليه.

قال أبو الحسين: فحدّثني أبي بعد ذلك، قال:

لما قّلدني عليّ بن عيسى، في وزارته الأولى، ديوان الدار، الجامع للدواوين، أمرني بإحضار هذين الجهبذين «٤» ، ومطالبتهما بختماتهما «٥» ، لما كان حصل في أيديهما، في وزارة ابن الفرات الأولى، من الجهات التي تقدّم ذكرها.

فاستدعيتهما، وطالبتهما، فأحالا على أن ابن الفرات، أخذ حسابهما، ولم يدع عندهما نسخة منه.

فأمرني بحبسهما، وتهديدهما، ففعلت ذلك.

فأحضراني حسابا مبتورا، ذكرا أنهما وجداه، فرأيته غير منتظم.