للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبد الملك، لأنّهم كانوا أسروه أيضا في حرّان، قبل ذلك بسنين، وخرج من المسلمين عدد عظيم.

قال: ولأبي فراس كلّ شيء حسن من الشعر، في معنى أسره.

فمن ذلك، أنّ كتب سيف الدولة تأخّرت عنه، وبلغه إنّ بعض الأسراء قال: إن ثقل هذا المال على الأمير سيف الدولة، كاتبنا فيه صاحب خراسان، فاتّهم أبا [٧٤ ب] فراس بهذا القول، لأنّه كان ضمن للروم وقوع الفداء، وأداء ذلك المال العظيم، فقال سيف الدولة: ومن أين يعرفه أهل خراسان؟

فكتب إليه قصيدة أوّلها:

أسيف الهدى وقريع العرب ... إلى م الجفاء وفيم الغضب

وما بال كتبك قد أصبحت ... تنكّبني مع هذي النّكب

وإنّك للجبل المشمخرّ ... لي ولقومك بل للعرب

على تستفاد وعاف يفاد ... وعزّ يشاد ونعمى تربّ

وما غضّ منّي هذا الأسار ... ولكن خلصت خلوص الذهب

ففيم يقرّعني بالخمول ... مولى به نلت أعلى الرتب

أتنكر أنّي شكوت الزمان ... وأنّي عتبتك فيمن عتب

فالّا رجعت فأعتبتني ... وصيّرت لي ولقولي الغلب

ولا تنسبنّ إليّ الخمول ... عليك أقمت فلم أغترب

وأصحبت منك فإن كان فضل ... وإن كان نقص فأنت السبب

وإنّ خراسان إن أنكرت ... علاي فقد عرفتها حلب