للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخلّصوه من أن يفتك به أبو نوح في الحال، وقالوا: هذا مجنون، ولم يدر ما خرج من فيه.

وانصرف صاعد إلى منزله متحيّرا، لا يدري ما يعمل فيما قد نزل به.

فحدّث أخاه عبدونا «١» بما جرى، فقال له: إن لم تطعني، فأنت غدا مقبوض عليك، مطالب من المصادرة بما لا يفي به حالك، ولا حال من عرفك من أهلك، ومقتول بلا شكّ، تشفيّا منك.

قال: وما الرأي؟

قال: كم عندك [٢٨] من المال الصامت العتيد «٢» ؟ وأصدقني عن جميعه.

قال: خمسون ألف دينار.

قال: تسمح نفسك أن تتعرّى منها، وترمي بها كأنّها لم تكن، وتنقذ نفسك وتحرس بدنك، وما بقي من حالك، وضياعك، وعقارك، فتصير من أجلّاء الناس؟ أو لا تسمح بذلك، فتؤخذ الدنانير منك تحت المقارع، وتذهب الضيعة والنعمة كلها، وتذهب النفس؟

قال: ففكّر طويلا، ثم قال: قد تعرّيت عنها في عزّ نفس «٣» .

قال: أعطني منها الساعة ثلاثين ألف درهم.

قال: خذ.

فأخذها، وجاء إلى حاجب موسى بن بغا «٤» ، وقت عتمة، وقال له: