للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان أحمد بن أبي خالد «١» ، يشتمهم.

وعدّ جماعة [٣٠] ، قال: وكان في أبي العباس، حدّة، وسفه لسان، فسمعنا ذلك منه، ولم نقدم على مواقفته.

فلما كان من غد، ركب وأنا معه، في السحر، فلقيه في الطريق، أهل سمطيا «٢» ، يتظلّمون من عاملهم، في شيء ذكروه، فصاح عليهم، وشتمهم.

فتقدّم إليه أحدهم، فألحّ عليه في الكلام، فرفسه برجله في الركاب، وقنّعه بالمقرعة، وبصق عليه.

فذكرت الحديث الذي حدّثنا به من ليلته، فضحكت.

فسمع قهقهتي، فالتفت مبتسما، وقال: من أيّ شيء ضحكت يا عيّار؟

فقلت: زدتنا نتفة «٣» يا سيّدي في ذلك الحديث الذي جرى البارحة.

فقال: أو قد حفظته؟

قلت: نعم.

قال: فقال لي سليمان بن الحسن: سمعت دفعات لا أحصيها، أبا العباس ابن الفرات، وقد احتدّ طبعه على قوم غضب عليهم، وكان يقول للواحد منهم: يا ابن مائة ألف كرّ خردل مضروبة في مائة ألف مثلها زواني، تشاغل بحساب هذا فهو أنفع لك «٤» .