للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: وأراد اجتذابي لناحيته، وكان الناس- إذ ذاك- يتغايرون على الكفاة.

فقلّدني أعمال السيب الأسفل «١» ، وقسّين «٢» ، وجنبلا «٣» ، وكانت تجري في ديوانه، فقبلتها.

وخرجت إليها، وكان الأرز قد قارب الإدراك، فقدّرته، وعدت إلى سرّ من رأى، لأشرح له حال التقدير، وأستأمره في العمل.

فلما بصر بي قال: قد قدمت على فاقة منّي إليك، قد تأذيت بالفلّاحين، وأريد لهم عشرة آلاف دينار سلفا لما يقيمونه في جبل باسورين «٤» من الثلج.

فقلت له: الأرز خافور «٥» ، وما بلغ إلى أن يحرز.

فقال: لا بدّ من أن تستفرغ جهدك، وحيلتك، في هذا، حتى تخفّف عنّي.

وكان، أول خدمة، فاحتجت أن أضطرب، لأصنّع نفسي عنده، فخرجت مفكرا فيما أعمله.

فلإقبالي، لقيني رجل من وجوه التجار في الطريق، وكانت بيننا مودّة، وكان موسرا، وكان جميع متجره غلّات السلطان، فبدأني بالعتاب على تركي مبايعته شيئا بالسلف من غلّات عملي.

فاجتذبته إلى منزلي، وقلت: البيت لك، فاحتفل، ولو رأيتك ما عدلت عنك.