للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فما سمع برقعة أولى منها، وهي في غاية الحسن، ونسختها:

قد فتحت للمظلوم بابك، ورفعت عنه حجابك، فأنا أحاكم الأيام إلى عدلك، وأشكو صرفها إلى عطفك، وأستجير من لؤم غلبتها، بكرم قدرتك، فإنها تؤخّرني إذا قدّمت، وتحرمني إذا قسمت، فإن أعطت، أعطت يسيرا، وإن ارتجعت، ارتجعت كثيرا، ولم أشكها إلى أحد قبلك، ولا أعددت للإنصاف منها إلّا فضلك، ودفع ذمام المسألة، وحقّ الظلامة، وحقّ التأميل، وقدم صدق الموالاة والمحبّة، والذي يملأ يدي من النصفة، ويسبغ العدل عليّ، حتى تكون محسنا إليّ، وأكون بك للأيام معديا، أن تخلطني بخواصّ خدمك الذين نقلتهم من حال الفراغ إلى الشغل، ومن الخمول إلى النباهة والذكر، فإن رأيت أن تعديني، فقد استعديت، وتجيرني فقد عذت بك، وتوسع عليّ كنفك، فقد أويت إليه، وتعمّني بإحسانك، فقد عوّلت عليه، وتستعمل يدي ولساني، فيما يصلحان لخدمتك فيه، فقد درست كتب أسلافك، وهم الأئمة في البيان، واستضأت بآرائهم، واقتفيت آثارهم، اقتفاء حصّلني بين وحشيّ الكلام وأنيسه [٥٦] ، ووقفني منه على جادّة متوسطة، يرجع إليها الغالي، ويسمو نحوها المقصّر، فعلت، إن شاء الله «١» .