للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مشكلة، وكلّ يدّعي بيّنة وشهودا، ويدلي بحجج تحتاج إلى تأمّل وتثبّت، فرددت الخصوم، رجاء أن يصطلحا، أو يتعيّن لي وجه فصل ما بينهما.

قال: فوقف أحدهما، من خبري، على أنّي أحب الرطب السكر «١» ، فعمد، في وقتنا، وهو أول أوقات الرطب، إلى أن جمع رطبا سكّرا، لا يتهيّأ في وقتنا جمع مثله إلّا لأمير المؤمنين، وما رأيت أحسن منه، ورشا بوّابي جملة دراهم، على أن يدخل الطبق إليّ، ولا يبالي أن يردّ، فلما أدخل إليّ، أنكرت ذلك، وطردت بوّابي، وأمرت بردّ الطبق، فردّ.

فلما كان اليوم، تقدم إليّ مع خصمه، فما تساويا في قلبي، ولا في عيني، وهذا يا أمير المؤمنين، ولم أقبل، فكيف لو قبلت، ولا آمن أن تقع عليّ حيلة في ديني، فأهلك، وقد فسد الناس، فأقلني، أقالك الله، واعفني «٢» .

فأعفاه «٣» .