للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما يثمر معه، ويضعف قدره.

قال: فقلت له: هاهنا وجه فيه مرفق عظيم.

فقال: ما هو؟

فقلت: هذه أسناية «١» الخيزران، ومنها يشرب المبارك «٢» بأسره، وبعض الصلح «٣» ، وكانت إقطاعا لأمّ الرشيد، الخيزران «٤» ، فحفرت لها هذه الاسناية، وكانت تغلّها غلّة عظيمة، وقد تعطّلت الآن، وخرب الصلح، والمبارك، كلّه، فإن صرفت هذه الثلاثين الألف الدينار، في حفر الاسناية، وإطلاق البذر والبقر، لأهل هاتين الناحيتين، تولّيت لك تفرقة ذلك، ومشاهدة الحفر بنفسي، حتى لا يضيع منه دانق واحد، ولا يرتفق أحد بحبّة منه، وتغلّ في سنة، ضعف هذا وأكثر.

قال: قد فعلت.

قال: فأنفقت على حفر الاسناية عشرين ألف دينار، بأتمّ احتياط، وأطلقت العشرة الآلاف الدينار، الباقية، للضعفاء من الأكرة، والتنّاء، والمزارعين، في أثمان بقر وبذور، واحتطت في جميع ذلك، وطالبت الأقوياء بالزراعة من أموالهم، وحرصوا هم أيضا الحرص كله، لما رأوا الماء، وأنّ الضياع معطّلة منذ سنين كثيرة، وطمعوا في كثرة الريع، ووفور الأسعار في النواحي.