للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقلت: ثمانية آلاف درهم وكسر.

قال: فضرط من فمه «١» ، لي، وقال: تأخذ مني بميزان قرع، وصنج بعر.

قال: فورد عليّ أمر عظيم، من استخفافه بي في مجلس العمل، وكرهت أن أوقع به، فتشرّق الحال بيني وبين ثمل، مع تمكّنه من سيف الدولة، وتصير منابذة بينه وبين صاحبي، ولا أدري كيف يكون حالي في ذلك.

فقلت له: أمّا أنت فأقلّ من أن تجاب عن هذا الكلام، ولكن سأريك أمرك، كونوا معه.

قال: فوكّلت به جماعة من الرجّالة، وعبرت في زبزبي، إلى الكوفيّ، فحدّثته بالقصة.

فحين استتم حديثي، قال: وأيّ شيء عملت بالملّاح؟

فقلت: لم أقدم أن أعمل به شيئا، لأجل ثمل، وخشيت أن تنكر أنت ذلك.

فقال: نفّاطين، نفّاطين «٢» ، وصاح، وتغيّظ. فأحضروا.

وقال: ثلاثين راجلا، الساعة، فأحضروا.

فقال: اعبروا إلى الزورق، فأحرقوه، بجميع ما فيه من الأمتعة، الساعة.

قال: فورد عليّ أمر عظيم، وندمت على الشكاية، فقلت: يكفي من هذا- أطال الله بقاء سيدنا- ضرب الملّاح بالمقارع في السوق، وأن تضعف