للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فنصحني في التعليم، حتى استقللت.

فجاءه كتاب من بني مارية «١» ، من الصراط، يلتمسون معلّما نحويّا لأولادهم، فقلت له: أسمني لهم، فأسماني، فخرجت إليهم، فكنت أعلّمهم، وأنفذ إليه في كل شهر ثلاثين درهما، وأتفقّده بعد ذلك بما أقدر عليه.

ومضت على ذلك مدّة، فطلب منه عبيد الله بن سليمان، مؤدّبا لابنه القاسم [٨٩ ب] .

فقال له: لا أعرف لك إلّا رجلا زجّاجا بالصراة «٢» مع بني مارية.

قال: فكتب إليهم عبيد الله فاستنز لهم عنّي، فنزلوا له.

فأحضرني وأسلم القاسم إليّ، فكان ذلك، سبب غناي.

وكنت أعطي المبرّد ذلك الدرهم في كلّ يوم، إلى أن مات، ولا أخليه من التفقّد معه بحسب طاقتي.