للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وارسم لهما أن لا يدخل البلد مستأنفا أحد، ولا يخرج ألا بجواز «١» ، حتى لا تتمّ حيلة لأحد من الديلم في الدخول سرّا، وأن يزيدا في الحذر والتيقّظ، [ونفّذنا الناس إليهم] «٢» ، وأفرط في التأكيد.

فقال عبيد الله: السمع والطاعة، أمضي إلى داري، فأكتب.

فقال: لا، إجلس بمكانك، واكتب بخطّك، واعرض عليّ.

قال: فأجلسه، وعقله ذاهل، فكتب ذلك، وعرضه عليه، فلمّا ارتضاه، دعا بخريطة إلى حضرته، فجعلت الكتب فيها، وأنفذها.

وقال لعبيد الله: أنفذ معها من يأتيك بخبر وصولها النهروان «٣» ، وسيرها عنه، وانصرف.

فنهض عبيد الله، وعاد المعتضد إلى مجلس شربه، وكان قد لحقه تعب عظيم، فاستلقى ساعة، ثم عاد يشرب.

فقلت له: يا أمير المؤمنين، تأذن في الكلام؟

فقال: نعم.

فقلت: كنت على سرور، وطيب نفس، فورد خبر قد كان يجوز أن تأمر فيه غدا بما أمرت به الساعة، فضيّقت صدرك، وقطعت شربك، ونغّصت على نفسك، وروّعت وزيرك، وأطرت عقول عياله وأصحابه،