للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ناظر في أمورهم، فأين أنا؟ وأيّ شغل شغلي؟

قال: يا أمير المؤمنين، أنا رجل سوقيّ، لا أعرف غير الغزل والقطن ومخاطبة النساء والعامّة، وإنّما اجتاز بنا رجل بايعنا شيئا كان معه، فوجدنا ميزانه ناقصا، فقلت هذا الكلام، وعنيت به المحتسب لا غيره.

[فقال له المعتضد: الله، إنّك أردت به المحتسب؟] «١» .

فقال: والله ما عنيت غيره، وأنا تائب أن أتكلّم بما يشبه هذا.

فقال: يحضر المحتسب «٢» ، ويبالغ في الإنكار عليه لم غفل عن إنكار مثل هذا، ويؤمر بتعييره «٣» ، وتتبّع «٤» الطوّافين، وأهل الأسواق، والتعيير عليهم.

وقال للشيخ: انصرف، لا بأس عليك، ودخل، فضحك، وانبسط، وعاد يشرب.

فلما حمل عليّ النبيذ، قلت له: يا مولاي، تعرف فضولي، فتأذن لي في أن أقول؟

فقال: قل.

قلت: كان مولانا في أطيب شرب، وأتم سرور، فتركه، وتشاغل عنه بخطاب كلب من السوقة «٥» ، كان يكفيه أن يصيح عليه راجل من رجّالة صاحب الربع «٦» صيحة، ولم يقنع مولانا في أمره بالوصول إلى حضرته،