للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: نعم.

قلت: إسراعك إلى سفك الدماء.

قال: والله، ما هرقت دما منذ وليت هذا الأمر، إلّا بحقّه.

قال: فأمسكت إمساك من يتبيّن عليه الكلام.

فقال: بحياتي ما يقولون «١» ؟

قلت: يقولون إنّك قتلت أحمد بن الطيّب «٢» ، وكان خادمك، ولم تكن له جناية ظاهرة.

قال: دعاني إلى الإلحاد، فقلت له: يا هذا أنا ابن عمّ صاحب الشريعة، وأنا الآن منتصب منصبه، فألحد حتى أكون من؟ وكان قال لي: إن الخلفاء لا تغضب، فإذا غضبت لم ترض، فلم يصحّ إطلاقه.

فسكتّ، سكوت من يريد الكلام.

فقال لي: في وجهك كلام.

فقلت: الناس ينقمون [٩٦ ط] عليك أمر الثلاثة أنفس، الذين قتلتهم في قراح القثّاء.

فقال: والله، ما كان أولئك المقتولين هم الذين أخذوا القثّاء، وإنّما كانوا لصوصا حملوا من موضع كذا وكذا، ووافق ذلك أمر أصحاب القثّاء، فأردت أن أهوّل على الجيش، بأنّ من عاث من عسكري، وأفسد