للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واجتهد المجتازون في تخليصه منه، فلم يمكنهم، وارتفعت ضجّة، وجاء حارس الدرب، فقال: لم يتعلّق هذا الكلب بالرجل، إلّا وله معه قصّة، ولعلّه هو الذي جرحه.

وخرجت أمّ القتيل، فحين رأت الرجل، والكلب متعلّقا به، وسمعت كلام الحارس، تأمّلت الرجل، فذكرت أنّه كان أحد من يعادي ابنها ويطلبه، فوقع في نفسها إنّه قاتل ابنها، فتعلّقت به، وادّعت عليه القتل، وارتفعا إلى صاحب الشرطة، فحبسه، بعد أن ضرب، ولم يقرّ، ولزم الكلب باب الحبس.

فلما كان بعد أيّام، أطلق الرجل، فحين أخرج من باب الحبس، علق به الكلب، كما فعل أوّلا، فعجب الناس من ذلك.

وأسرّ صاحب الشرطة، إلى بعض رجّالته، أن يفرّق بين الكلب والرجل، ويتبع الرجل ويعرف موضعه، ويترصّده، ففعل ذلك.

فما زال الكلب، يسعى خلف الأول، والراجل يتبعه، إلى أن صار في بيته.

فكبس صاحب المعونة، الدار، فلم يجد أثرا.

وأقبل الكلب يصيح، ويبحث في موضع البئر التي طرح فيها القتيل.

فقال الشرطيّ: انبشوا موضع نبش الكلب، فنبش، فوجد الرجل قتيلا.

فأخذ الرجل، وضرب، وأقرّ على نفسه، وعلى جماعة بالقتل، فقتل هو، وطلب الباقون، فهربوا.