للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كنت بحضرة أبي مخلد عبد الله بن يحيى الطبريّ صاحب معز الدولة «١» فجرى ذكر الكرم والكرام، والجود والأجواد، وما كانت البرامكة وغيرها تأتيه من الأفضال على الناس، فأخذ أبو مخلد يدفع هذا ويبطله، حتى قال:

هذه حيل نصبها الشحّاذون على دراهم الناس، لا أصل لها.

فقلت له: أيها الشيخ إن قلت ذلك، فقد قال صاعد «٢» مثله، فأجيب.

فقال: ما قال؟

فقلت له: حكي له جود البرامكة، فقال: هذا من موضوعات الورّاقين وكذبهم، وكان أبو العيناء «٣» حاضرا، فقال له: فلم لا يكذب على الوزير أعزّه الله [مثل هذا] «٤» وهو [حيّ] «٥» يرجى ويخاف، وأولئك موتى مأيوس من خيرهم وشرّهم مثل هذا الكذب؟

قال: فخجل أبو مخلد.