للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو متصوّب إلى القنطرة، لم آشكّ في المكروه، ورأيت الرجال الذين فيه قد ألقوا نفوسهم إلى الماء، وهم لا يشكّون في تصوّبه إلى القنطرة.

فأقبلت أدعو الله بصرفه عنها، إلى أن قرب، فدهشت، وجرى على لساني أن صحت: يا بخت أحمد بن إسحاق ردّه، ثلاث دفعات.

قال: فرأيت، والله، الطوف، وقد تعوّج، ووقف وقفة شديدة، فتقطّع، فصار حطبا متفرقا، يجيء على رأس الماء، لا يضرّ القنطرة، وجنح معظمه في الموضع الذي تقطّع فيه، ووقعت البشارات والضجيج.

فقلت: ما الخبر؟

قالوا: إنّه لما عدل عن القنطرة، جنح على جزيرة أخرى كانت مغطّاة بالماء، فلما جنح عليها، تقطّع، فكانت هذه صورته.

قال: فجمعنا الحطب من أسفل القنطرة، وما ذهب منه عود، ولا لزمتنا عليه مؤنة، وجعلناه في عدّة أطواف، وجئنا به إلى بغداد.

وجئت إلى القاضي أبي جعفر، وعرّفته ذلك، فحمد الله عزّ وجل، وتصدّق بصدقة جليلة «١» .