للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجلسنا إلى قريب من الغداة «١» ، وهما تتّقدان في ليلة شتويّة، ونمنا، وانتبهنا، وهما تتّقدان، [فنظرت] «٢» فإذا الذي اتّقد «٣» من كلّ واحدة منهما، أصابع يسيرة، وهما بحالهما.

قال: فما تمالكت، أن سألته، فيما بيني وبينه، عن سبب ذلك.

فقال: هما عندي، وعند أبي [من قبلي] «٤» ، منذ خمسين سنة، ما استعملناهما.

وعندنا شمع كثير هذا سبيله، تعمّدنا تعتيقه، لأنّه بلغ أبي أنّ الشمع إذا عتّق عشرات سنين، ثم استعمل، كان ما يحترق منه هذا القدر، ونحوه.

فعتّق شمعا كثيرا، ونسيه، ومات، وتشاغلت بعده عن استعماله [سنين] «٥» ، فلما احتفلت لهذه الدعوة الآن، ذكرت الشمع العتيق الذي في خزائننا، فأخرجت هاتين منه، وكان من أمرهما ما رأيت، وصحّت التجربة لنا فيهما.