للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المجالس؟ سريّة يتمتع بالنظر إليها؟ ما أقدر، شهد الله، أن أدعها من يدي.

فتصابرا عليها «١» ، إلى أن قال له الفتى: فافتدها من يدي.

قال: بما تحبّ.

قال: ببغلتك الفلانية. قال: قد فعلت.

[قال: بسرجها ولجامها المحلّى الفلاني. قال: قد فعلت] «٢» .

قال: ما أرفع يدي عنها، أو يحضر ذلك.

قال: يا غلام أحضرها.

فأحضرت البغلة والمركب، فسلّمها الفتى إلى غلامه، وأخرجها، ورفع يده عن الدجاجة.

وانقضى الطعام، وشيلت المائدة، وقام لينام.

فخرج ابن أخته، فقال للطبّاخ: عليّ بالفائقة الساعة، وبجميع ما شلتموه من المائدة، فأحضر إليه، وردّ الندمان، وقعدوا، فأكلوا ذلك وانصرفوا، وقد أكل الدجاجة والطعام أجمع، وحصلت له البغلة والمركب.

قال: وإنّما كان لا يطيق أن يرى ذلك يؤكل، فأمّا إذا نحّي من بين يديه، لم يسأل عنه، ولم يطالب به.

أخبرني أبو الحسن «٣» بن الأزرق، قال: حدّثني أبي، عن الحسن بن مخلد «٤» بهذا الحديث أنّه حصل مع ابن خالة [الحسن بن مخلد] «٥» ، قال:

رأيت الفتى، قد غدا إلينا، إلى ديوان الخراج على بغلة الحسن بن مخلد، فسألناه عن السبب، فأخبرنا بذلك.