للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبالعشيّ في صورة المخنكرين «١» .

فلما أخذ النبيذ منه، أقبل يفسو، وصديقي يغمزني، ويتعجّب، فأغمزه، وأقول: إنّ ذلك عادته، وخلّته، وإنّ سبيله أن يحتمل.

إلى أن غنّى جحظة، صوتا مليحا، الشعر والصنعة له فيه، وكان يجيده جدا، وهو:

إنّ بالحيرة «٢» قسّا قد مجن ... فتن الرهبان فيها وافتتن

ترك الإنجيل حبّا للصبا ... ورأى الدنيا مجونا فركن «٣»

وطرب صديقي ذاك، عليه طربا شديدا، استحسانا له، وأراد أن يقول أحسنت والله يا أبا الحسن، فقال: افس عليّ كيف شئت.

فخجل جحظة «٤» .