للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والزم دارك، واربح العناء، فإذا سنح عندي شغل يصلح لك، استدعيتك.

قال: فاستشاط الشيخ، وقال: جعلني من الشحّاذين «١» والمستميحين، ينفذ إليّ برفد، والله لا قبلته.

قال: فاستجهلته، وداخلني غيظ [١٧٠ ط] من فعله، فقلت: يا هذا، والله، ما هذه الدراهم من مال الوزير، ولا هي إلّا من مالي، ورسالته أقبح مما تذهب إليه، وإنّي كرهت تلقّيك بها، وأنت من شيوخ هذه الصناعة، فتحمّلت لك هذا الغرم من مالي، من غير علم صاحبي، صيانة لك وله.

فقال: أمّا أنت، فأحسن الله جزاءك، ولا حاجة بي إلى مالك، ولو مصصت الثماد «٢» ، ولكن أنشدك الله، إلّا ما أبلغتني رسالته بعينها، وحزت بذلك شكري.

قال: فأدّيتها إليه على حقّها وصدقها.

قال: فقال: أحب أن تتحمّل الجواب.

فقلت: قل.

قال: تقول له: والله، ما آتيك لك نفسك، وإنّما أنت رجل قد صرت بابا لأرزاقنا، إذ كنا لا نحسن صناعة غير الكتابة، ولا تصرّف فيها إلّا من عندك، ومن أراد دخول الدار، يجب أن يأتيها من بابها، وعلى الإنسان أن يتعرّض للرزق، ويأتي بابه، فإن قسم الله له منه شيئا، أخذه، وإلّا كان قد أدّى [١٤٣ ب] ما عليه.

وليس يمنعني استثقالك لي، من قصدك، فإن قسم الله لي شيئا من