للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٢٣

لم أمرّضه فأسلو ... لا ولا كان مريضا

حدّثني أبي «١» قال:

خرج إلينا يوما، أبو الحسن الكاتب «٢» ، فقال: أتعرفون ببغداد رجلا يقال له: ابن أصدق؟

قال: فلم يعرفه من أهل المجلس غيري، فقلت: نعم، فكيف سألت عنه؟

فقال: أي شيء يعمل؟

قلت: ينوح على الحسين عليه السلام.

قال: فبكى أبو الحسن، وقال: إنّ عندي عجوزا ربّتني من أهل كرخ جدّان «٣» عفطية «٤» اللسان، الأغلب على لسانها النبطية، لا يمكنها أن تقيم كلمة عربيّة صحيحة، فضلا عن أن تروي شعرا، وهي من صالحات نساء المسلمين، كثيرة الصيام والتهجّد.

وإنّها انتبهت البارحة في جوف الليل، ومرقدها قريب من موضعي، فصاحت بي: يا أبا الحسن.

فقلت: ما لك؟

فقالت: الحقني.