للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فجئتها، فوجدتها ترعد، فقلت: ما أصابك؟

فقالت: إنّي كنت قد صلّيت وردي «١» فنمت، فرأيت الساعة في منامي، كأنّي في درب من دروب الكرخ، فإذا بحجرة نظيفة بيضاء، مليحة الساج، مفتوحة الباب، ونساء وقوف عليها.

فقلت لهم: من مات؟ وما الخبر؟ فأومأوا إلى داخل الدار.

فدخلت، فإذا بحجرة لطيفة، في نهاية الحسن، وفي صحنها امرأة شابّة لم أر قط أحسن منها، ولا أبهى ولا أجمل، وعليها ثياب حسنة بياض مرويّ «٢» ليّن، وهي ملتحفة فوقها بإزار أبيض جدّا، وفي حجرها رأس رجل يشخب دما.

فقلت: من أنت؟.

فقالت: لا عليك، أنا فاطمة بنت رسول الله، صلى الله عليه، وهذا رأس ابني الحسين، عليه السلام، قولي لابن أصدق عنّي أن ينوح:

لم أمرّضه فأسلو ... لا ولا كان مريضا

[١٤٨ ب] فانتبهت فزعة.

قال: وقالت العجوز: لم أمرّطه، بالطاء، لأنّها لا تتمكّن من إقامة الضاد، فسكّنت منها إلى أن نامت.

ثم قال لي: يا أبا القاسم [١٧٥ ط] مع معرفتك الرجل، قد حمّلتك الأمانة، ولزمتك، إلى أن تبلّغها له.

فقلت: سمعا وطاعة، لأمر سيدة نساء العالمين.

قال: وكان هذا في شعبان، والناس إذ ذاك يلقون جهدا جهيدا من