للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في المنام، فقد رآني، لأنّ الشيطان لا يتمثّل بي، فلم لا أقصد الوزير؟

قال: فقصدته، فلما جئت إلى الباب، منعت من الوصول إليه، فجلست إلى أن ضاق صدري، وهممت بالانصراف، فخرج الشافعيّ «١» صاحبه، وكان يعرفني معرفة ضعيفة، فأخبرته الخبر.

فقال: يا هذا، إنّ الوزير، والله، في طلبك منذ السّحر، وإلى الآن، وقد سئلت عنك، فما عرفتك، وما عرّفنيك أحد، والرسل مبثوثة في طلبك، فكن مكانك.

قال: ومضى، فدخل، فما كان بأسرع من أن دعوني، فدخلت إلى أبي الحسن عليّ بن عيسى.

فقال: ما اسمك؟

قلت: فلان ابن فلان العطّار.

قال: من أهل الكرخ؟

قلت: نعم.

قال: يا هذا أحسن الله جزاءك في قصدك إيّاي [١٧٩ ط] ، فو الله ما تهنّيت بعيش منذ البارحة، جاءني رسول الله صلى الله عليه، في منامي، فقال: أعط فلان بن فلان العطّار في الكرخ أربعمائة دينار، يصلح بها شأنه، وكنت اليوم، طول نهاري، في طلبك، وما عرّفنيك أحد.

ثم قال: هاتم ألف دينار، فجاءوا بها عينا.

فقال: خذ منها أربعمائة دينار، امتثالا لأمر رسول الله صلى الله عليه، وستمائة دينار، هبة مني لك.

فقلت: أيّها الوزير ما أحبّ أن أزاد «٢» على عطية رسول الله صلى الله