للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالمعونة في تحمّل ثقله، ووفّقنا للفوز بإحراز فضله، بعد أن استراحت فيه النيات إلى الغفلة، ومطاوعة الشحّ، ومساكنة الراحة، وتظنّون بالله الظنون.

فالحمد لله حمدا نستديم بالإخلاص فيه مدد عوارفه وأياديه، وصلّى الله على سيدنا محمد وآله.

ولما كانت منح الله تعالى لدينا، ونعمه المتظاهرة علينا، أعظم من أن تطاول بثناء، وأجلّ من أن تقابل بجزاء، رأينا الاعتراف بما أحرزناه من سالفها، والإشادة بما قابلناه من مستأنفها، أقدر على استزادتها، وأولى بحراستها.

ولم نزل، ولله المنة، منذ عرفنا ما ندبنا إليه، وتأملنا ما حضّنا عليه، من الخفوف لجهاد الكافرين والتعبّد بقتال المخالفين، بين رأي يتضمّن التوفيق عواقبه، وعزم يصرع الإقبال مغالبه، و [فتح يجمع الإسلام أثره، وبلاء تتداول الأيّام خبره] «١» .

ولا ننصرف عن غزو إلّا إلى نفير «٢» ، ولا نتشاغل بنظر إلّا إلى تدبير، ولا نعتدّ بالمال إلّا ما أنفقناه، ولا نسرّ بذخر إلّا ما أنفدناه «٣» ، فيما حرس الأمّة، وحصّن الملّة، وبثّ العدل، وجمع الشمل [١٧٠ ب] .

إلى أن استعبدنا ملوكهم بالأسر، وجسنا ديارهم «٤» بكتائب النصر، وأوحشنا المراتب من أربابها، واستنزلنا عن الحصون «٥» أصحابها، وفجعنا ملكهم بصهره وابن أخته قهرا، وأثكلنا أخاه مراغمة وصغرا.