للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال المكتفي للعبّاس: بالله، وبحقي «١» عليك، هذه الكنية تلقبّني بها العامة؟

فقال: لا والله يا مولانا، ولكن هذا رجل رقيع «٢» عاميّ، والعامّة إذا افتخرت على إنسان، قالت له مثل هذا، وقد ربحت بهذه الكلمة العقد، بلا ثمن، فدعني وابن الجصّاص، فإن جاءك فأحله عليّ.

فلما كان بعد أيّام، جاء ابن الجصاص، فأذكر المكتفي بثمن العقد.

فقال له: إلق العبّاس.

فجاء إليه، فطالبه بالمال.

فقال: ويحك، تطالب بثمن العقد، بعد ما لقّبت الخليفة بسببه، واجترأت عليه بما لا يجوز أن تجترئ بمثله على بعض غلمانه؟ لا تتكلّم بهذا فتولّد لنفسك منه، ما لا تحتاج إليه.

فأمسك ابن الجصّاص، وذهب منه العقد والمال بالكلمة «٣»