للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: حكمك.

فقلت: بعدد كل نقطة في الثوب شاة. [١٩١ ب] فقال: قد أجبتك.

فأخذت أعدّ النقط، فلم ينضبط لي ذلك، وجهد جميع من عنده في هذا، فتعذّر عليهم.

فقال لي: ما نعمل الآن، قد تعبنا، وأتعبناك في شيء لا يصحّ، فهممت بحمل الثوب والانصراف.

ففكّر ساعة، ثم قال لترجمانه: قال له يبسط الثوب.

وكان له ترجمانان، يكلّم أحدهما بلغته، فيكلّم الترجمان، ترجمانا آخربلغة أخرى، فيكلّمني ذاك بالفارسية، فأفهم.

قال: فبسطت الثوب، وأمر الملك، فأحضر كلّ ما قدر عليه من حصى صغار وأحجار لطيفة، فترك على كل نقطة حصاة، حتى امتلأ الثوب بالحصى والحجارة اللطاف فوق النقط.

ثم أمر بجمع أمر عظيم من الغنم، وأوقفت بحضرته، وأمر رجالا أن يجلسوا، ورجالا [أن يقوموا] فجلس بعضهم على الثوب.

فكانوا يأخذون حصاة حصاة فيلقونها عن الثوب، فكلما ألقى من الجلوس رجل حصاة، أخذ رجل من القيام، شاة من الموضع الذي فيه الغنم إلى رحلي، وسلّمت إلى أصحابي، حتى استوفيت على عدد الحصى الذي كان فوق الثوب، بكل نقطة شاة.

قال: فاستحسنت فطنته لذلك، فقلت للتراجم: قولوا له: ما أنصرف إلى بلدي بشيء أحسن من فطنة الملك، لاستخراج هذا، فكيف وقع له هذا وهو لا يلابس مثله؟ وأنا تاجر، وما وقع لي، ولا لجميع أهل مملكته.

قال: فأعجبه قولي، وقال: إنّك لما أردت الانصراف، تأسّفت على