للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما قربت من البستان، استقبلني فيج «١» ، معه كتب.

فقلت له: من أين وردت؟

فقال: من الرقّة «٢» .

فتتبّعت نفسي، أن أقف على كتبه، وأخبار الرقّة، وأسعارها.

فقلت له: تعرفني؟

فقال: نعم.

فقلت: أنت قريب من بستان لي، فتعال معي، حتى أهب لك دنانير، وأغيّر حالك، وأطعمك، وتستريح الليلة في [٦٤] البستان، وتدخل بغداد غدا.

فقال: نعم.

ومشى معي راجعا، حتى دخل البستان، فأمرت من فيه، أن يدخله حمّاما فيه، ويغيّر ثيابه ببعض ثياب غلماني، ويطعمه.

فابتدوا «٣» معه في ذلك.

وتقدّمت إلى غلام لي فاره، فسرق كتبه، وجاءني بها، ففتحتها، وقرأت جميع ما فيها، وعرفت من أسرار التجّار الذين يعاملوني شيئا كثيرا، وتفرّجت بذلك.

ووجدت جميع الكتب، محشوّة إلى التجار، بأن يتمسّكوا بما في أيديهم من الزيت، ولا يبيعوا منه شيئا، فإنّه قد غلا عندهم وعزّ، ويوصونهم بحفظ ما في أيديهم.