للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتلبسهنّ القراطق «١» والخفاتين «٢» ، وتلك المناطق فوقها، ويخدمنها كذلك، فلما حصلت لمعزّ الدولة، لم يستحسنها، فأمر بكسرها، وصياغتها مراكب، وسيوفا، ومناطق أعجمية.

فقال لي: اجلس واقلعها، حتى ننظر كم يجتمع منها، ويصاغ.

فقلت: ليس معي آلتي التي تستعمل.

فقال: أنفذ من يحضرها.

فأنفذت غلامي، فأحضر بعض الآلة، فما زلت أقلع، وأغتفل المغنّي، وأسرق، وأجعل ذلك في كمّي، وتحت عمامتي، وأرمي إلى غلامي، فإذا حصل معه شيء، قلت له: هات المبرد، هذا قد كلّ، فامض، وجئني بغيره، أو هات الآلة الفلانيّة، فيمضي، ويحصّل ما قد سرقناه، ويجيء بالآلة، وأسرق، وأعطيه، وأطلب آلة أخرى، على هذا، إلى أن جاء المساء، فجمع عليّ المغنّي، تلك المناطق، وأخذ الوعد عليّ، في الحضور في غد، ومعي الصنّاع، وشريكي المرسوم «٣» معي بالخدمة في الخزانة، فانصرفت، فوزنت [٦٨] ما قد حصل عندي، وكان أربعمائة وثمانين مثقالا.

فقلت لعيالي: هذا، حملت إليه كرها، حتى أخذته، بعد أن بذلت، أن أعطي دينارين جعلا، ولا أمضي، وحدّثتهم بالقصة.

فلما كان من الغد، حضر الصنّاع، وشريكي، وجلسنا نفكّك الباقي، وأحضرنا شيئا آخر، فما استوى لنا أن نسرق إلّا مائة وستين مثقالا، قاسمته عليها، وعجبت من رزقي في ذلك.