للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبيعه، وأريد إذا قدّمت المائدة، وجلست معي للأكل، أن تتشهّى «١» ذلك عليّ، وتشير به من طريق الطبّ، لأتقدّم إليهم باتخاذ شيء منه يسير، فيصير ذلك القدر رسما في كلّ يوم، لا يؤثّر عليهم قدره، ويبيعون هم الباقي، فإنّه كثير، وأكون قد قضيت شهوتي.

قال: فعجبت من كرمه، وفرط حيائه من خدمه، حتى يلفّق الحيلة في الوصول إلى شهوته، من غير إيحاشهم، أو تعرض لذمّهم.

وقدّمت المائدة، فجلس يأكل عليها وحده، وجلست مع الندماء، آكل، على مائدة بين يديه.

فلما أكل بعض أكله، قلت: لم لا يأمر الأمير «٢» الناصر، بأن يتّخذ له شيء يسير في زبديّات، من كبود الدجاج المسمّن، وقوانصه، بالبيض، والمرّي «٣» ، فيطجّن «٤» بعضه، فيولع منه بالشيء اليسير، فإن في ذلك كذا وكذا، وأخذت أصف ما حضرني في الوقت، ونحن أيضا نشتهي أن نأكل منه.

فقال: يصلح لنا من غد، كذا وكذا زبديّة، مطجّن، وكذا وكذا [٧٠] زبديّة، من كبود الدجاج المسمّنة، وقوانصها.

فأصلحوا ذلك، وصار رسما جاريا، ولم يفطن أحد منهم لما جرى.