للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٢٥ عمران المملكة أساس صلاح الرعية]

حدّثني القاضي أبو الحسن عليّ بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول التنوخيّ قال:

استتر في دورنا عند أبي، أبو الفتح الفضل بن جعفر بن الفرات، المعروف بابن حنزابة «١» ، وكنت حدثا، فكان يستدعيني دائما، ونتحدّث، وألعب معه الشطرنج.

فقال لي يوما، وقد جرى حديث نقصان [٢١ ط] دخل المقتدر عن خرجه: نظرت، فإذا دخل المملكة كذا وكذا، وخرجها كذا وكذا، وإذا دخل ضياع عمّي أبي الحسن، وما قبض معها من ضياعنا، كان في وقت قبضها، كذا وكذا، وهو اليوم ثلث ذلك، ولو مكّنت من ضياعنا وحدها، لعمّرتها، فعاد ارتفاعها إلى ما كان عليه، فوفر ما بين الارتفاعين يعمّر الدنيا كلها، وإنّما أملاكنا شقص «٢» يسير من الأرض، فكيف لو كان للدنيا من يهتمّ بعمارة جميعها؟

قال القاضي أبو الحسن: وما سمعت أعظم من هذا، وذلك قبل تقلّد أبي الفتح الوزارة.

وكان أبو الحسن، يحفظ مبلغ المال، وأخبرني به، فذهب عنّي.