للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فذهب عليّ أمري، وسلّمت، ووقفت.

فقال: اجلس يا أبا عبيدة، فسكن روعى، وجلست.

فرمى إليّ قصصا «١» ، فإذا هي رقاع أصحاب الشرط في الأرباع «٢» ، يخبر كلّ [٨٢] واحد منهم، بخبر يومه، وفي أكثرها، كبسات وقعت، بنساء من بنات الوزراء، والرؤساء من الكتّاب، وبنات القوّاد والأمراء، مع رجال على ريب، وإنّهنّ محصّلات في الحبوس، ويستأذن في أمرهنّ.

فقلت: قد وقفت على هذه الرقاع، فما يأمرني الأمير؟

فقال: إن هؤلاء، كلّهنّ، أجلّ آباء مني، وأكثر حسبا ومالا، وقد أفضى بهنّ الدهر، إلى ما قد رأيت، وقد وقع لي أنّ بناتي سيبلغن إلى هذا، وقد جمعتهن- وهن خمس- بالقرب من هذا الموضع، لأقتلهنّ كلّهنّ الساعة، وأستريح، فماذا ترى في هذا؟.

فقلت: أيّها الأمير، إن آباء هؤلاء المحبّسات، أخطأوا في تدبير هنّ، لأنّهم خلّفوا عليهنّ النعم، ولم يحفظوهنّ بالأزواج، فخلون بأنفسهنّ، ففسدن، ولو كانوا علّقوهنّ على الأكفاء، ما جرى هذا منهنّ.

والذي أراه، أن تستدعي فلانا، القائد، فله خمسة بنين، كلّهم جميل الوجه حسن النشوة «٣» ، فتزوّج كلّ واحدة منهن، بواحد، فتكفى العار، والنار.

فقال [٨٣] أحسنت يا أبا عبيدة، أنفذوا الساعة إليه، وافرغ لي من هذا.

قال: فراسلت الرجل، فما طلع الفجر، حتى حضر وأولاده،