للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاستكثرت من الشراب القطربّلي «١» والغناء الحسن «٢» ، والتفاح الشاميّ، وجعلت بعضه في العسل، ليبقى.

وخرجت، فأقمت بالبحر شهورا، وعانيت أهوالا عظيمة، إلى أن وصلت إلى الساحل من بلد الهند، فأركبت الظهر، وسرت من بلد إلى آخر، إلى أن دخلت بلهوار «٣» ، دار «٤» الملك [٨٥] الأعظم من ملوك الهند، وهو اسم الملك الأعظم هنالك.

فوصلت إلى البلد، مع أصحابه، وقد تلقّيت، وأكرمت، وخدمت، وأنزلت دارا حسنة، من دورهم.

ثم جلس مجلسا عاما، فدخلت إليه، وهو في حفله، وتأهبّه، وجيشه، ورعيّته، وقد جلس على سرير ملكه، وعليه مئزران حرير صينيّ، وقد اتّشح بأحدهما «٥» ، واتّزر بالآخر «٦» ، وفي حلقه خيط فيه صرّة من ذلك الحرير «٧» ، لا أدري ما فيها.

وكلّمني بترجمانه، وقال: يقول لك الملك، لأيّ شيء قصدت؟

فقلت له: إن أمير المؤمنين أحب صلة الحال والمودّة بينه وبينه، فبعثني لذلك، وحمل على يدي هداياه، وسألت أن يأمر بتسلّمها.