للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يبسطها في مال نفسه، وأوليائه، إذا احتاج إلى أموالهم، وتشرّفت بذلك، إلى أن بلغني أنّه أخذ مع مالي، أموال التجّار، وأصحاب الضياع، وأصاغر الناس [١٠٦] ، من أهل دستميسان، وواسط، فأقلقني ذلك، وعلمت أنّ هذا، لو كان على سبيل الأنس، لخصّني به سيّدنا الوزير، ولم يشرك فيه معي، هذه الطبقة، التي لا يجوز لمثله أن يأنس بها في قرض ولا استعانة، وإنّما هم للمصادرات فقط، فخفت أن يكون جميل رأيه فيّ، استحال، في تخليطي بهذه الطائفة، فجئت مستصلحا لرأيه، وواقفا تحت أمره.

قال: فأعجبه قولي جدا، فقال لي: يا أبا عليّ، أنت والله مقبل،- وكرّرها مرارا-، قبل أن تدخل بلحظة، حضرني من قال: إنّك قد أصعدت إلى الحاجب سبكتكين، لتشاكيني إليه، فاعتقدت لك كلّ قبيح، وعملت على نصرة فعلي، إن جرى فيه كلام، بكلّ ما يجوز أن ينصر به مثله، فأنا أفكّر في ذلك، إذ استؤذن لك عليّ، فدخلت، فسحرتني، وو الله، لا خرجت من هذا الموضع، أو أوصلك إلى مالك، أو أكثره، وأقيم لك بالباقي وجوها ناضّة «١» .

وجذب الدواة، فكتب الوجوه، بما يعجل «٢» ، ويسبّب «٣» ، وفرغ من ذلك [١٠٧] ، وأمر بإنشاء الكتب، وسبّب لي بالباقي، على سباشي الخوارزمي، مولى معز الدولة، ضامن البصرة «٤» .

فأخذته في مدة قريبة، وأصعدت إلى واسط.