للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فأين الحال من الحال، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فيجب على من له عقل أن لا ينظر إلى أفعال أكثر أهل الوقت، ولا لعوائدهم، فالسعيد من نبذ هذه العوائد المبتدعة، وشد يده على أتباع السلف؛ فهم القوم لا يشقى من اتبعهم، ولا من أحبهم، (إن المحب لمن يحب مطيع) ، ولقد أطال -رحمه الله- في التشنيع على ما يقع من بعض الناس، من رفع الصوت بالذكر ونحوه أمام الجنائز ا. هـ» (١) .

[أقوال السادة الحنابلة:]

قال في «دليل الطالب» (٢) و «شرحه» (٣) : «ويكره رفع الصوت، والصيحة معها، وعند رفعها [-يعني: الجنازة-] (٤) ، ولو بالذِّكر والقرآن، [بل يسنُّ الذِّكر والقرآن سراً] (٥) ، ويسنُّ لمتَّبعها أن يكون متخشِّعاً متفكِّراً في مآله، متَّعظاً بالموت وبما يصير إليه الميت، وقول القائل مع الجنازة: (استغفروا [الله] (٦) له) ونحوه، بدعة عند الإمام أحمد، وكرهه وحرمه أبو حفص، ويحرم أن يتبعها مع منكر وهو عاجز عن إزالته» ا. هـ.


(١) وممن نص على كراهية ذلك -أيضاً-: الشيخ الدردير في «الشرح الكبير» (٤/٤٢٣) ، فذكر من المخالفات: «وقول -أي: متبعي الجنازة-: استغفروا لها» ، قال الدسوقي: «وذلك كما يقع بمصر، يمشي رجل قدام الجنازة، ويقول: هذه جنازة فلان استغفروا له» ، وفي «تقريرات عليش» تعليل لذلك، فقال: «لمخالفة السلف» .
(٢) (ص ٦٢ - ط. الأولى عن المكتب الإسلامي) وعليه «حاشية العلامة الشيخ محمد بن مانع» .
(٣) المسمى «نيل المآرب» (١/٢٢٩-٢٣٠) .
(٤) ما بين المعقوفتين زيادة توضيحية من المصنِّفَيْن.
(٥) ما بين المعقوفتين سقط من المطبوع، وأثبته من «نيل المآرب» .
(٦) ما بين المعقوفتين زيادة من المصنِّفَيْن.

<<  <   >  >>