للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخين.

وذكر السيوطي رحمه الله في "الدر المنثور" (٤/ ٢٠٨) - عند قوله تعالى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} أن ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم أخرجوا عنه قال: "العلم خير من العمل، وخير الأمور أوسطها، والحسنة بين تلك السيئتين، وذلك لأن الله تعالى يقول: ... وذكر الآية. ولم أجد شيئًا من ذلك عند الطبرى في تفسير هذه الآية لا عن مطرف ولا عن يزيد بن مرة الجعفي - إذ عزاه السخاوى والسيوطى إليهما مختصرًا. وجزم الغزالى بنسبته إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلم (٣/ ٥٧, ٩٦, ١٦٩) فعزاه العراقى في المواضع الثلاثة إلى "شعب الإيمان" عن مطرف مرسلًا (٤٧)، ولم يتيسر النظر في سنده الآن ولكن قرائن الحال تدل على ضعف الرواية المرفوعة عن مطرف وقد أعرض عنها غير واحد، فالله أعلم.

٢ - أثر أبي قلابة:

رواه ابن أبي شيبة (١٣/ ٤٩٧) وعنه أبو نعيم (٢/ ٢٨٦) عن يعمر بن بشر الخراساني عن ابن المبارك عن معمر عن أيوب عنه بلفظ: "خير أموركم أوساطها". وإسناده صحيح جليل.

ويعمر بن بشر من كبار أصحاب ابن المبارك، ذكره ابن حبان في "الثقات" (٩/ ٢٩١) وعليه اقتصر الحافظ في "تعجيل المنفعة" (ص ٤٥٧) وأبو زرعة بن العراقى في "ذيل الكاشف" (١٧٢٨) مع أن له ترجمة جيدة في "تاريخ بغداد" (١٤/ ٣٥٧, ٣٥٨) جاء فيها أن الإمام أحمد قال: "ما أرى كان به بأس" وأن ابن المديني قال: "كان يعمر بن بشر ثقة، وكان له ختن سوء، وكان عدوًا له". وأن أبا رجاء محمد بن حمدويه قال: "يعمر بن بشر من ثقات أهل مرو ومتقنيهم، وقد روى عنه أقرانه من أصحاب ابن المبارك ... " الخ. وأن الدارقطنى قال:


(٤٧) جاء في "تخريج الإحياء" (ط. دار المعرفة) - في الموضع الأول - "أخرجه البيهقي" في "شعب الإيمان" من رواية مطرف بن عبد الله معضلا. (كذا، والصواب: مرسلا) كما في سائر المواضع.

<<  <  ج: ص:  >  >>