للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعمره تسع عشرة سنة، وكان في ذلك اليوم من أحسن الناس أثرا فى الحرب.

ذكر مسيره الى كرمان، وزوال يده في الحرب، وما اتفق له

وفي سنة أربع وعشرين وثلاثمائة سار معز الدولة إلى كرمان، وسبب ذلك أن أخويه: عماد الدولة، وركن الدولة لما تمكنا من بلاد فارس، وبلاد الجبل، وبقى هو، وهو الأصغر بغير ولاية يستبد بها رأيا أن يسيّراه إلى كرمان، فسار إليها في عسكر ضخم، فلما بلغ السيرجان «١» استولى عليها، وجبى أموالها، وأنفقها في عسكره، وكانت عساكر نصر بن أحمد السامانى صاحب خراسان تحاصر محمد بن إلياس بن اليسع بقلعة هناك، فلما بلغهم إقبال معز الدولة، ساروا عن كرمان إلى خراسان، فتخلص محمد بن إلياس من القلعة، وسار إلى مدينة قم، وهى على أطراف المفازة بين كرمان، وسجستان، فسار إليه معز الدولة، فرحل عن مكانه إلى سجستان بغير قتال، فسار ابن بويه إلى جيرفت وهى قصبة كرمان، واستخلف ثمّ بعض أصحابه، فلما قارب جيرفت أتاه رسول على الديحى «٢» المعروف بعلى كلويه، وهو رئيس القفص البلوص «٣» ، وكان هو وأسلافه متغلبين على تلك الناحية إلا أنهم يجاملون كل سلطان يرد البلاد،