للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسلكوا البرية إليها، فلما وصل الدرهمية «١» استأمن إليه عساكر ابن البريدى، وهرب أبو القاسم «٢» فى الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر إلى هجر، والتجأ إلى القرامطة، وملك معز الدولة البصرة، وسار منها إلى الأهواز، وأقام الخليفة، والصيمرى بالبصرة، والتقى معز الدولة بأخيه عماد الدولة بأرّجان في شعبان، فنزل معز الدولة، وقبل الأرض بين يديه، وكان يقف قائما، فيأمره بالجلوس، فلا يفعل، ثم عاد إلى بغداد.

[ذكر ملك معز الدولة الموصل وعوده منها بعد الصلح]

وفي سنة سبع وثلاثين، سار معز الدولة إلى الموصل، ففارقها ناصر الدولة إلى نصيبين، وملك معز الدولة الموصل في شهر رمضان، وظلم أهلها، وعسفهم، وأخذ أموال الرعايا، فكثر الدعاء عليه، وقصد الاستيلاء على جميع بلاد ناصر الدولة، فأتاه الخبر من أخيه ركن الدولة أن عساكر خراسان قد قصدت جرجان، والرى، واستمده، فاضطر إلى مصالحة ناصر الدولة، فترددت الرسائل بينهما، واستقرت الحال على أن يؤدى ناصر الدولة عن الموصل، وديار الجزيرة كلها، والشام، فى كل سنة ثمانية آلاف ألف درهم ويخطب في جميع بلاده لبنى بويه، وعاد معز الدولة إلى بغداد، فدخلها في ذى الحجة من السنة.