للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدينة، وخرج إلى ابن أخيه، فأكرمه، وسار إلى صغانيان «١» ، وأميرها موسى، وكان قد عصى عليه، فلما وصل لم ينتصف النهار حتى ملك القلعة قهرا، وأمر بقتل موسى، فبذل في نفسه أموالا كثيرة، ثم عاد السلطان إلى مرو، ثم منها إلى نيسابور.

[ذكر الحرب بين السلطان وبين شهاب الدولة قتلمش وموته]

كان شهاب الدولة قتلمش بن سلجق قد عصى على طغرلبك، فلما مات جمع عساكره، وقصد الرى، واستولى عليها، فسار السلطان من نيسابور في أول المحرم سنّة ست وخمسين، فوصل إلى دامغان، وأرسل قتلمش يتنكر عليه، وينهاه، فأجاب بجواب غير مرض، ونهب قرى الرىّ، وأجرى الماء على وادى الملح، وهى سبخة، فتعذر على السلطان سلوكها، فجاء، وخاض في الماء بعسكره، ولقيه، واقتتلوا، فلم تثبت عسكر قتلمش، ومضى هو إلى قلعة كردكوه، وكانت من حصونه، واستولى القتل والأسر على عسكره، ثم عفا السلطان عنهم بشفاعة نظام الملك، فلما سكن الغبار، ونزل العسكر، وجد قلتمش ميتا لم يدر كيف كان موته، فقيل إنه مات من الخوف، فبكى السلطان لموته، وجلس لعزائه، وعظم عليه فقده، وقتلمش هذا هو جد الملوك السلجقية ملوك الروم، وكان قتلمش يعلم علم النجوم، يعلمه أولاده من بعده، فزادوا فيه، فنالهم به غضاضة في دينهم.