للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المقتدى بأمر الله في الخطبة له، فأجابها إلى ذلك على أن يكون الأمير أتسز مدبر الجيش، وتاج الملك يتولى تدبير الأموال والدواوين، وخطب له، ولقب ناصر الدنيا والدين، وكانت الخطبة له في يوم الجمعة الثانى والعشرين من شوال، وكان بركياروق إذ ذاك بأصفهان، فكتبت تركان خاتون بالقبض عليه، فقبض عليه، فلما ظهر موت السلطان ملكشاه، ثارت المماليك النظامية، وأخرجوه من الحبس وملكوه، فسارت تركان خاتون من بغداد إلى أصفهان، فلما قاربتها تحول بركياروق إلى الرى، ولقيهم أرعش «١» النظامى في عساكره، وإنما حمل النظامية على نصرة بركياروق كراهتهم لتاج الملك، فإنه الذى دبر في قتل مولاهم. قال: وأرسلت تركان خاتون العساكر لقتال بركياروق، فلما التقى العسكران انحاز جماعة من الأمراء الذين في عسكرها إلى خدمة بركياروق منهم: الأمير باليرد، «٢» وكمشتكين الجاندار «٣» ، وغيرهما، فقوى بهم، وكانت الحرب بينهم في آخر ذى الحجة من السنة، فانهزم عسكر تركان خاتون، وعاد إلى أصفهان، وسار بركياروق في أثرهم، وحصرهم بها.