للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر انهزام بركياروق من عمه تتش ودخوله الى أصفهان ووفاة أخيه محمود

قال: ولما اتصل بتتش وفاة أخيه ملكشاه سار من الشام، وملك حلب، وحران، والرها، والجزيرة جميعها، وديار بكر، وخلاط، وآذربيجان، وهمذان على ما نذكره في أخباره إن شاء الله تعالى، فلما قارب البلاد سار السلطان بركياروق لدفعه عنها، ووصل إلى أربل، وقرب من جيش عمه، ولم يكن معه غير ألف فارس، وكان عمه في خمسين ألفا، فجهز عمه من أمرائه من كبس عسكره، فهرب بركياروق، ونهب سواد عسكره، ولم يبق معه إلا برسق، وكمشتكين الجاندار، وبركياروق، وهم من الأمراء الأكابر، وخطب لعمه عند هذه الحادثة ببغداد على ما نذكره، وسار هو إلى أصفهان، وكانت تركان خاتون والدة أخيه محمود قد ماتت، فخرج إليه أخوه الملك محمود، وتلقاه، وأدخله البلد. وكان ذلك خديعة ليقبض عليه، فلما دخل بركياروق قبض عليه محمود، وقصد سمله، فاتفق أن محمودا حم وجدر، فقال لهم أمين الدولة بن التلميذ «١» الطبيب: «إن الملك قد جدر، وما أراه يسلم، والمصلحة إبقاء بركياروق، فإن مات صاحبكم ملكوه، ولا تعاجلوه بالإتلاف» ، فتركوه، فمات محمود في سلخ شوال سنة سبع وثمانين وأربعمائة «٢» فكان هذا من الفرج بعد الشدة كما قيل: