للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحمل إليه مائتى ألف دينار في كل سنة، فوصلا إليه وأبلغاه الرسالة، فقال: لا بد من القتال، وسار نحو الرىّ والأمير أتسز في مقدمته، فلما بلغ السلطان محمود مسير عمه إليه، ووصول الأمير أتسز إلى جرجان، تقدم إلى الأمير على بن عمر، وهو أمير حاجب أبيه بالمسير، وضم إليه جمعا كثيرا من الأمراء والعساكر، فاجتمعوا في عشرة آلاف فارس، وساروا إلى أن قاربوا مقدمة السلطان سنجر، وعليها الأمير أتسز، راسله الأمير على بن عمر يعرفه وصية السلطان محمد، بتعظيم السلطان سنجر، والرجوع إلى رأيه وأمره، والقبول منه، وأنه ظن أن السلطان سنجر يحفظ السلطنة على ولده محمد، وأنه أخذ علينا العهود بذلك، وليس لنا أن نخالفه، وأما حيث جئتم إلى بلادنا، فلا نحتمل ذلك ولا نعصى عليه، وقد علمت أن معك خمسة آلاف فارس، وأنا أرسل إليك أقل منهم لتعلم أنكم لا تقاوموننا ولا تقومون بنا، فلما سمع الأمير أتسز ذلك عاد عن جرجان، ولحقه بعض عسكر محمود، وأخذوا قطعة من سواده، وأسروا عدة من أصحابه، وعاد الأمير على إلى السلطان محمود، وقد بلغ الرى، وأقام بها، فشكره على ما كان منه، وأشير على محمود بالمقام بالرى، وقيل له إن عساكر خراسان إذا علموا بمقامك لا يفارقون حدودهم، ولا يتعدون ولا يتهم، فلم يقبل ذلك، وضجر من مقامه، وسار ووصل إليه الأمير منكبرش «١» من العراق، فى عشرة آلاف فارس،