للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان والده أرسلان خان قد أرسل إلى السلطان سنجر يستدعيه، ظنا منه أن ابنه لا يتم أمره مع الرئيس والعلوى، فتجهز سنجر، وسار يريد سمرقند، فلما ظفر ابنه بهما ندم على طلب السلطان، فأرسل إليه يعرفه أنه قد ظفر بهما، وأنه على الطاعة، ويسأله العود إلى خراسان، فغضب من ذلك، وبينما هو في الصيد إذ رأى اثنى عشر رجلا في السلاح التام، فقبض عليهم وعاقبهم، فأقروا أن محمداخان أرسلهم ليقتلوه، فقتلهم، ثم سار إلى سمرقند، فملكها عنوة، ونهب بعضها، ومنع من الباقى، وتحصن منه محمدخان ببعض الحصون، فاستنزله بأمان بعد مدة، فلما نزل إليه أكرمه وأرسله إلى ابنته، وهى زوجة السلطان سنجر، فبقى عندها إلى أن توفى، وأقام سنجر بسمرقند حتى أخذ الأموال، والأسلحة، والخزائن، وسلم البلد إلى الأمير حسن تكين، وعاد إلى خراسان، فمات حسن تكين بعد مسير السلطان، فملك بعده عليها محمود بن محمدخان.

وفي «١» سنة خمس وعشرين مات السلطان محمود بن محمد، أخى السلطان سنجر، فسار السلطان سنجر إلى العراق، والتقى هو وابن أخيه السلطان مسعود بن محمد، فانهزمت جيوش مسعود، وحضر هو إليه، فأرسله إلى كنجة، بعد أن كان مسعود استقر في السلطنة، وأقام السلطان سنجر في السلطنة السلطان طغرل «٢» أخيه محمد، وكان من أمره وأمر أخيه مسعود، ما نذكره إن شاء الله تعالى في أخبارهم.